الثلاثاء، 10 نوفمبر 2009

قصيدة الحذاء لنجيب سرور


أنـا ابن الشـــقاء

ربيب (الزريبــة و المصطبــة)

وفى قـريتى كلهم أشـــقياء

وفى قـريتى (عمدة) كالاله

يحيط بأعناقنــا كالقــدر

بأرزاقنـــا

بما تحتنــا من حقول حبــالي

يـلدن الحيــاة

وذاك المســاء

أتانـا الخفيـر و نـادى أبي

بأمر الالـه ! .. ولبى أبي

وأبهجانى أن يقــال الالـه

تنـازل حتى ليدعـو أبى !

تبعت خطــاه بخطو الأوز

فخورا أتيــه من الكبريــاء

أليس كليم الالــه أبي

كموسى .. وان لم يجئـه الخفــير

وان لم يكن مثــله بالنبي

وما الفرق ؟ .. لا فرق عند الصبى !

وبينــا أسير وألقى الصغار أقول " اسمعو ا ..

أبى يا عيــال دعــاه الالــه " !

وتنطـق أعينهم بالحســد

وقصر هنــالك فوق العيون ذهبنـا اليه

- يقولون .. فى مأتم شــيدوه

و من دم آبائنا والجدود وأشــلائهم

فموت يطــوف بـكل الرءوس

وذعر يخيم فــوق المقــل

وخيــل تدوس على الزاحفــين

وتزرع أرجلهــا فى الجثت

وجداتنــا فى ليـالى الشــتاء

تحدثننا عن ســنين عجــاف

عن اللآكلين لحـوم الكلاب

ولحم الحمير .. ولحم القطط

عن الوائـــدين هناك العيــال

من اليــأس .. و الكفر والمســغية

" ويوسف أين ؟ " .. ومات الرجاء

وضــل الدعــاء طريق الســماء

و قــام هنــالك قصر الالــه

يــكاد ينــام على قـريتي

- ويــكتم كالطود أنفاســها

ذهبنــا اليــه

فلما وصــلنا .. أردت الدخول

فمد الخفــير يدا من حـديد

وألصقنى عند باب الرواق

وقفت أزف أبى بالنظــر

فألقـى الســـلام

ولم يأخذ الجالسـون الســلام ! !

رأيت .. أأنسى ؟

رأيت الاله يقوم فيخلع ذاك الحـذاء

وينهــال كالســيل فوق أبى ! !

أهـــذا .. أبى ؟

وكم كنت أختــال بين الصغــار

بأن أبى فــارع " كالملك " !

أيغدو ليعنى بهــذا القصر ؟ !

وكم كنت أخشــاه فى حبيـه

وأخشى اذا قـام أن أقعـدا

وأخشى اذا نـام أن أهمســا

وأمى تصب على قدميــه بابريقهــا

وتمســح رجليــه عند المســاء

وتلثم كفيــه من حبهــا

وتنفض نعليــه فى صمتهــا

وتخشى علــيه نســيم الربيــع !

أهـــذا .. أبى ؟

ونحن العيــال .. لنا عــادة ..

نقول اذا أعجزتنا الأمور " أبى يستطيع ! "

فيصعد للنخـلة العـاليـة

ويخـدش بالظفر وجــه السـما

ويغلب بالكف عزم الأســد

ويصنع ما شــاء من معجزات !

أهـــذا .. أبى

يســام كأن لم يكن بالرجــل

وعـدت أســير على أضــلعي

على أدمعى .. وأبث الجــدر

" لمـاذا .. لمـاذا ؟ "

أهلت الســؤال على أميــه

وأمطرت فى حجرهــا دمعيــه

ولكنهــا اجهشــت باكـيه

" لمـاذا أبى ؟ "

و كان أبى صــامتا فى ذهول

بعــلق عينيــه بالزاويـة

وجـدى الضــرير

قعيـد الحصــير

تحسسنى و تولى الجـواب :

" بنى .. كذا يفعل الأغنيــاء بكل القرى " !

كــرهت الالــه ..

وأصبح كل اله لدى بغيض الصعر

تعلمت من بومهــا ثــورتي

ورحت أســير مع القـافلة

على دربهــا المدلهم الطــويل

لنلفـى الصــباح

لنلقـى الصــباح !

الاثنين، 9 نوفمبر 2009

3 قصائد ساخرة


ميكرفون

لماذا تطأطئ رأسك لي
فأنّى اتجهتُ
وأنّى ذهبتُ
ذهبت معي
كذبتُ عليك طويلا
و صدقتـني ..
مثلا:
لو قلت: إنّي صادق
في كل ما أقول
تقول: إني صادق
في كل ما أقول
أو قلت: إنّ الأرض لا تدور
تصيح: إنّ الأرض لا تدور
يا سيدي
هل مرة تستفسر الأمور
هل مرة تثور
أوكلّما أدرتك
في لحظة تدور
للشرق أو للغرب
كخاتم بإصبعي تدور
يا أيّها المصدع وآ أسفي
كم تشبه الجمهور .

مكالمة من هاتف مراقب


- آلو ….
عليّ هل تسمعني؟
- نعم .. نعم أسمعك
- أهلا وكيف حالكم
- حمدا له بخير
- يقال ضاق حالكم
وصودرت أحلامكم
وضاقت البلاد
- إشاعة يا صاحبي
وكلّها أحقاد
- يقال جف ماؤكم
و حوصرت آمالكم
و ازدادت الأتعاب
- إشاعة يا صاحبي
كم يكذب الحساد
لا جوع في بلادنا
لا خوف لا اضطراب
سماؤنا صافية
لا غيم لا سحاب
- و كيف حال أهلنا
- جميعهم بخير
- و كيف حال صحبنا
- ألم نقل بخير
معذرة يا صاحبي
فالصّوت غير واضح
ودون أن تطيل
شكرا على المكالمة
لا تنشغل فإنّنا بخير
بألف ألف خير
وباختصار سيّدي
قل اذكروا موتاكم بخير


صرصار

لا يخجل
هذا المذياع المقرف يخذلنا
يجترّ الوهم بلا أعذار
يكذب .. يكذب دون حياء
يكذب .. يكذب في إصرار
ما زال يغنّي
ويردّ الصّحفيّ عليه
صدقت
يباركه ويزوّر تاريخ الدّنيا
فكلاهما كالمومس
يحترف الفتنة والعار .
إلهي رضينا الصّمت لجاما
وسكتنا
ولم يخجل هذا الصرصار
ما انفكّ ينافقنا حتّى
ما عدنا نفرّق
هل داخل أوطان نحيا
أم نحيا في نشرة أخبار